تعلم الكثير عن الريكى

الريكي هو كلمة يابانية مكونة من مقطعين, "ري" وتعني الكون و"كي" وتعني الطاقة, فمعنى الريكي هو الطاقة الكونية, وهو علم وفن العلاج بوضع اليد أو باللمس على مراكز معينة في جسم الإنسان, وعادة نحن لا نرى الطاقة ولكننا نرى نتائجها, مثلاً من الصعب رؤية الطاقة الكهربائية ولكن نرى نتائجها مثل الإضاءة بسهولة, بيد أن لبعض الناس موهبة استثنائية في رؤية الهالة حول جسم الإنسان, كما أن هناك أجهزة مثل بعض كاميرات التصوير الخاصة التي يمكن أن تصور الهالة, أو جهاز قياس الطاقة الذي يربط بالكمبيوتر ويصور طاقة الإنسان بهدف رؤية مناطق الضعف فيها.

اكتشف البروفيسور الياباني ميكاو أوسوي الشفاء بالطاقة في أواخر 1800م, ولكنه كان مستخدماً منذ حضارات "المو" التي كانت أصل الشعوب الهندية والتبتية, إذ كان يتم تعليم الأطفال حسب أعمارهم لهذا الفن, وعندما انتقلت هذه الحضارة إلى الهند والتبت, نقلت معها الريكي, ورغم انتهاء حضارة المو واندثار حضارات بعدها, إلا أن الريكي ظل موجوداً, ولكن عند نخبة من البشر وخاصة الكهنة, بيد أن استخدام الريكي لم يقتصر على هذه الحضارات, إذ يقول أبوقراط:" بينما أربت على أجسام مرضاي ملاطفاً, غالباً ما بدا لي كأن خاصية غريبة تشد وتخرج الأوجاع من الأجزاء المصابة, وذلك بوضع يدي على المكان المصاب", وعندما نمعن التفكير نجد نحن البشر أننا نضع أيدينا بشكل تلقائي على أوجاع أجسامنا سواء كان صداعاً أو مغصاً, كما أن الأمهات يضعن أيديهن على أماكن تؤلم أبناءهن, وغالباً ما يرتاح الطفل لذلك, وكذلك استخدم السيد المسيح عليه السلام يده في علاج مرضاه, ولكن الياباني أوسوي هو الذي اكتشف العلاج بالطاقة وسماها ريكي, وطورها تلاميذه, وذلك بعد دراسة النصوص السنسكريتية وبعد بحث طويل.

حتى يصبح الإنسان معالجاً بالريكي يجب أن يدرس المرحلتين الأساسيتين وهما ريكي 1 وريكي 2 , وذلك على يد معلم أو ريكي ماستر, متعلم على يد ماستر أيضاً, وفي نهاية المعرفة النظرية يعطى الشخص ما يسمى "بالأتونمنت" أو التناغم, وهو عبارة عن فتح القناة التي تستقبل الطاقة الكونية وتصل بين المراكز السبعة الرئيسية لاستقبال الطاقة والموجودة على المستوى الأثيري حول جسم الإنسان, وبعد ممارسة لا تقل عن سنة ونصف يمكن أن يأخذ المعالج المستوى الثالث وهو ريكي ماستر, وبعدها يستطيع أن يعلم غيره, لكن أيضاً هناك أناس موهوبين بالفطرة, أي مولودين والطاقة تسري بسهولة في أجسامهم, أو قد يتعرضون لحادثة معينة تسبب فتح هذه القناة.

يمكن استخدام الريكي كعلاج بديل, ويمكن أن يكون مكملاً, حيث أن الريكي يرفع مناعة الجسم, ويسرع من شفاء الجروح والكسور..الخ يمكن له أيضاً أن يكون علاجاً مكملاً, وخاصة أنه علاج آمن جداً وليس له أية أعراض جانبية, ولأنه يمنح الإنسان الراحة والهدوء يمكن أيضاً استخدامه لتهيئة المريض للعلاج أو للعمليات الجراحية, ولذا فمن المهم أن يتعلم أي إنسان يعمل بالمجال الطبي استخدامه, سواء كان طبيباً أو ممرضاً .

الطاقة موجودة في الكون كله, في الجبال والبحار والكواكب والنباتات والكائنات الحية, وفي كل شئ, وهي كما هو معروف لا تفنى ولا تستحدث من عدم, ولكنها تتحول, فالطاقة الميكانيكية تتحول إلى طاقة كهربائية والطاقة الكهربائية تتحول إلى طاقة حرارية, والحرارية إلى طاقة حركية, كما أن التمثيل الغذائي يتحول إلى طاقة..الخ فالطاقة موجودة في كل شئ سواء كان صغيراً أم كبيراً سواء في المجرات أو في حجر الكوارتز الذي يحرك ساعة اليد, وحتى الأفكار والمشاعر هي طاقة, إذا الطاقة لا تنتهي طالما وجد الكون, وهي التي تحفظ توازنه وعمله.

أن الأمراض جميعها والإرهاق والتعب بشكل عام تضعف من طاقة الإنسان, وكثيراً ما تحدد الحالة النفسية للبشر حالة طاقاتهم, فمثلاً مشاعر الحزن والغضب والاكتئاب والكراهية والحقد تسبب طاقة سلبية, كما أن مشاعر السرور والسعادة والحب تكسب الإنسان طاقة إيجابية. كما يلعب الطقس أحياناً دوراً في حالة طاقة الإنسان, فكثيراً ما يشعر الإنسان باكتئاب أو وهن جسدي بسبب الطقس, مثل الرطوبة التي تنتج أيونات كهربية سالبة تؤثر على الأيونات الكهربية لبعض الناس, وينتعش كثير من البشر في الربيع ويكثر التزاوج وتينع الأشجار والزهور بسبب الأيونات الموجبة التي يسببها وفرة الأوكسجين, وكثيراً ما نشعر بعدم تقبلنا لشخص دون أن نعرفه لأنه يوزع طاقة سلبية, والعكس عندما نحب شخصاً لا نعرفه لأنه يوزع طاقة إيجابية.

بالتأكيد فالأماكن التي يسود فيها التوتر والمنازعات أو الحزن, تؤثر في طاقة الإنسان, وكذلك حالته المزاجية, فالإنسان السعيد أكثر نشاطاً وحيوية من الحزين وكثيراً ما تؤثر حتى على شكله العام.

نعم هناك طاقة للمكان تؤثر وتتأثر بعدة أشياء منها تصميم المنزل وموقعه وتوزيع محتوياته, فمثلاً أكتشف أن الشكل الذي بنيت عليه أهرامات الجيزة لم يكن عبثاً, فلقد أدرك الفراعنة أن الشكل الهرمي يحفظ إلى فترات طويلة, وأقام العلماء بالعصر الحديث تجارب على الأطعمة, ووجدوا أن النظرية صحيحة. وعلم طاقة المكان هو الفوشي يونغ, له مختصين يعرفون كيف يغيروا طاقة المكان أو ينتجوا طاقة إيجابية عن طريق توزيع محتوياته.

إن الشعور الإيجابي الذي ينتاب الإنسان أثناء الصلاة أو الدعاء أو قراءة القرآن, يسهم بلا شك في حالته النفسية, ولذلك هي أمور مهمة للإنسان الذي يعاني من ضغوط نفسية ويستخدم الصلاة كمساعد للاسترخاء, وكثيراً ما يوصف الأخصائي النفسي الصلاة أو قراءة الكتب المقدسة أو التأمل لعلاج الضغوط النفسية, لكن علينا أن نعرف أن قراءة القرآن ليست جزءاً من الريكي, ولكن بعض المعالجين المسلمين أضافوا ذلك إلى المعالجة بالريكي حتى يضمنوا تقبل جمهور المسلمين لهذه الطريقة, التي تبدو في شكلها العام كأنها شعوذة, مثلما أضاف المسيحيون ما يسمى بالملاك الحارس وغيرها من الأمور لضمان تقبل الغرب للريكي, لكن هذه الإضافات وغيرها ليس لها علاقة بالريكي, الذي يستطيع أن يمارسه المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والملحد, وهنا لا أقول أن استخدام الدين خطأ في الريكي, بل أنه قد يساعد كثيراً في راحة الناس, لكنني أقصد أمرين هما أن هذا الاتجاه أحياناً يقصد به الربح المادي, وادعاء أن الريكي هو تابع لدين معين أو حكر على ديانة بعينها.

لأن انسياب الطاقة يكون أكثر عندما يكون الإنسان مسترخياً, فإن وجود سرير في غرفة هادئة ذات ألوان غير صاخبة, ويضيف بعض المعالجين الموسيقى وغيرها من الأمور التي تساعد الإنسان على الاسترخاء, فالجلسة التي تستغرق في حدود الساعة يجب أن تكون دون مقاطعة أو إزعاج.

لا فالفكرة الخاطئة إن المعالج يفقد طاقة أثناء العلاج, وفي الواقع هو لا يعطي من طاقته لكن الطاقة تمر من خلاله إلى الآخرين, وكلما يعطى هو يأخذ بنفس الوقت, فهو ببساطة قناة موصلة للطاقة بين الكون والآخرين.

نعم يستطيع إذا تعلم الريكي على يد معلم حاصل على ريكي ماستر أو الدرجة الثالثة من الريكي, ويكون أسمه مكتوب تحت شجرة أوسوي التي توضح أنه تتلمذ على يد ماستر تتلمذ على يد ماستر وهكذا وصولاً إلى أوسوي, فلا يستطيع الإنسان تعلم الريكي من الكتب فقط, لأنه يحتاج إلى التناغم أو فتح قناة استقبال الطاقة حتى تمر الطاقة بشكل سلس ويشعر بانطلاقها من يده بقوة كافية, فهو يتعلم في البداية ريكي 1 وريكي 2 وبعد ممارسة لمدة سنة ونصف أو سنتين يتعلم كيف يصبح ريكي ماستر.

صحيح أنك تحتاج إلى ماستر ليمرر لك التناغم وتنقية قناة مرور الطاقة, كي تصبح مؤهلاً لممارسة الريكي, وصحيح أن هناك موهوبون بالفطرة أو يكتسبونها فجأة بسبب حاجتهم الملحة ورغبتهم الشديدة لشفائهم أو شفاء إنسان عزيز عليهم, أو بسبب كثرة وعمق التأمل والتصالح الروحي, مثل الزاهدين والمتصوفين والروحانيين, لكن ذلك لا يعني أت الطاقة لا توجد ولو بشكل بسيط فينا. جربي تقريب راحتي كفيك من بعضهما, ثم أبعديهما ببطء عدة مرات ستشعرين بتنافر مثل قطبي المغناطيس, أو بتنميل بسيط أو حرارة في راحتيك أو أطراف أصابعك, فالطاقة هي من الأمور الطبيعية التي نستخدمها أحياناً ولكن دون وعي, فعندما نشعر بوجع بالبطن فإن أول ردة فعل لنا هي وضع يدنا على موضع الألم, أو عندما يشتكي طفل لأمه من ألم أو صداع فإن الأم مباشرة تضع يدها على موضع الألم فيشعر الطفل بارتياح.

غالباً ما يحس الإنسان أثناء جلسة الريكي بحرارة يد المعالج وأحياناً بالوخز أو التنميل أو البرودة أو الألم الذي يزول بعد لحظات, وقد لا تكون هذه الاحساسات في نفس موضع يد المعالج بل في مكان آخر, أما بعد الجلسة فيشعر عادة بالهدوء والاسترخاء والصفاء والتوازن والسلام الداخلي, وأحياناً تطلق الطاقة مشاعره المكبوتة فيبكي, أما المعالج فيشعر بتدفق الطاقة إلى كفيه وإحساس بالحرارة أو تنميل أو وخز, تبدأ الدورة بوضع يده على الشاكرا أو مركز استقبال الطاقة ثم تبدأ بالتلاشي بعد اكتفاء الموضع ثم ينتقل إلى موضع آخر.

قلت أن هناك مراكز لاستقبال الطاقة تسمى شاكرا وهذه الشاكرات موجودة قرب الغدد الصماء في جسم الانسان, وهي سبع شاكرات رئيسية وعدد كبير من غير الرئيسية, والرئيسية منها هي شاكرا الرأس أو التاج قرب الغدة الصنوبرية وشاكرا الجبهة أو العين الثالثة قرب الغدة النخامية, وشاكرا الحنجرة قرب الغدة الدرقية وشاكرا القلب قرب الغدة الصعترية, وشاكرا الضفيرة الشمسة وهي في أعلى البطن قرب البنكرياس والكبد, وشاكرا السرة قرب المبايض والخصيتين, وشاكرا الجذر وهي في قاعدة العمود الفقري قرب غدة الأدرينالز. والغدد الصماء تطلق هرمونات في الدورة الدموية لتعدل من عمل الأعضاء والأنسجة البشرية, والهرمونات تساعد الجسم كي يشعر بالجوع والأمراض والالتهابات, كذلك يحضره للحركةأو الضغوط النفسية, وكذلك يتعلق عمل الهرمونات بالنمو والتقدم بالعمر وتجديد خلايا الجسم, وكل خلل في إحدى هذه الغدد يؤثر على بقيتها, وعند تعرض الإنسان للضغوط مثلاً فإن هذه الشاكرا تغلق أو يصبح دورانها أبطأ أو أسرع مما يجب, وعندما تطول هذه الحالة فإنها تؤثر على أعضاء الإنسان ونفسيته, وعند عمل جلسة ريكي فإن هذه الشاكرات تفتح وتنساب منها الطاقة بسلاسة ويسر فتساعد على توازن الإنسان جسدياً وعاطفياً.

غير معروف إمكانيات الريكي الكبيرة, ولكنه يعالج المشكلات النفسية مثل القلق والغضب والخوف, ومشكلات التعبير والأرق وغيرها الكثير, كما يعالج علل جسدية وآلام مثل الآلام ذات المنشأ النفسي, ويقوي جهاز المناعة ويساعد على سرعة شفاء الإنسان من الأمراض والتئام الجروح والكسور, وأشياء كثيرة وعديدة غيرها.
وهناك من يأخذ جلسات ريكي منتظمة فقط كي يبقى متوازناً ومسترخياً وهادئاً لمواجهة مسؤولياته اليومية مثل التجارة أو الدراسة أو الرياضة, أو الإبداع في شتى مجالات الحياة.

لا فالطاقة تعمل بمعزل عن نظام القناعات, فهي تسير في جسم الإنسان إلى المكان أو العضو الذي يحتاجها, فالطاقة ليست كالتنويم الذي يحتاج إلى قناعة وإيمان به وطرق العلاج به, بل أنها تعالج سواء اقتنع الإنسان أم لم يقتنع, لكن الإيمان بفائدة الطاقة يجعل الإنسان متلقياً جيداً لها, وكذلك تسهم القوة الإيحائية بزيادة فاعلية الطاقة, ولذا نجعل الشخص يسترخي كي يتلقى أكثر, لكن الطاقة تعمل حتى بمعزل عن وعيه, أي نستطيع إرسال الطاقة له دون أن يدري وتفعل فعلها لكن إحدى أخلاقيات الريكي هي استئذان الشخص قبل عمل الريكي له.

ريكي 1 يعلم للمبتدئين للتعرف على الريكي وتاريخه ورموزه ومبدأ أو فكرة العلاج به ويمكن لمن يتعلم ريكي 1 أن يألف الطاقة ويشعر بها ثم يعالج نفسه, بينما ريكي 2 يتعلم الإنسان من خلاله معالجة الغير سواء عن قرب أو بعد, ويتعلم المعالجة الجماعية, ويتعمق أكثر في علوم الريكي وفنونه, وعادةً ما يتم تعليم ريكي 1 وريكي 2 بنفس الوقت, وهناك ريكي 3 أو ريكي ماستر ومن خلاله يستطيع الشخص تعليم الآخرين وتمرير ال attunement أو التناغم أو فتح قناة استقبال الطاقة للآخرين, ولكن تعلم ريكي ماستر يستلزم أن يمارس الشخص الريكي لمدة لا تقل عن سنة ونصف, ثم يوضع أسمه تحت شجرة أوسوي الذي اكتشف الركي التقليدي ونظمه.