المدير Admin
عدد الرسائل : 200 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: مفاتح الغيب... وعلم ما في الأرحام الجمعة 12 يونيو 2009, 2:16 am | |
| آية سورة الرعد تشرح معنى ما في الأرحاموبالجمع بين النصوص الواردة في الموضوع أيضا يتضح الأمر فقد وردت في سورة الرعد آية تجمع بين العموم لما في الأرحام، وعلم الله المحيط به، وبين علم غيض الأرحام الذي لا يعلمه إلا الله؛ وهي قوله تعالى: }اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ| (الرعد: . فعلم الله لما تحمل كل أنثى، كعلم الله لما في الأرحام، من حيث دلالة (ما) الموصولة في كلتا الآيتين، فاللفظ فيهما عام شامل لكل ما يتعلق بعالم الغيب والشهادة في الحمل، وهذا المعنى العام المجمل، فصل بقوله تعالى: (وما تغيض الأرحام وما تزداد) أي إن الله يعلم ما تغيض الأرحام و ما تزداد؛ فالعلم المتعلق بغيض الأرحام هو من الغيب المقصور علمه على الله تعالى؛ استنادا للحديث. والعلم المتاللة يسامحك بازدياد الأرحام بالأجنة؛ هو من عالم الشهادة؛ وعلم الله فيه علم إحاطة وشمول. ويؤكد هذا قوله تعالى في الآية التالية: (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)؛ إشارة إلى أن في الآية السابقة؛ جزء من عالم الغيب وهو (ما تغيض الأرحام)، و جزء من عالم الشهادة؛ وهو علم الله المحيط الشامل لأحوال وصفات حمل كل أنثى على وجه البسيطة وما تزداد به الأرحام من هذا الحمل. والله تعالى أعلم . وهنا يرد السؤال ما هو غيض الأرحام؟يطلق الغيض في اللغة على: النقص, والغور, والذهاب, والنضوب. وقد جاء في المعاجم اللغوية: (غاض الماء غيضا ومغاضا): قل ونقص. أو غار فذهب. أو قل ونضب. أو نزل في الأرض وغاب فيها. وغاضت الدرة: احتبس لبنها ونقص. (المعجم الوسيط 2/668), وفى المفردات في غريب القرآن: (وغيض الماء ـ وما تغيض الأرحام) أي ما تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض, وقد دار تفسير العلماء لغيض الأرحام حول معنيين: الدم الذي ينزل على المرأة الحامل, والثاني: هو السقط الناقص للأجنة قبل تمام خلقها, قاله ابن عباس وقتادة(11): والضحاك(13) وقال الحسن(14) الغيض: الذي يكون سقطا لغير تمام، وقال محمد رشيد رضا(15): (وما تغيض الأرحام) من نقص الحمل أو فساده بعد العلوق. وقال الأصفهاني في غريب القرآن(16): (غيض الأرحام: ما تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض). وقال عبد الرحمن بن ناصر السعدي(17): (وما تغيض الأرحام) أي تنقص مما فيها، إما أن يهلك الحمل، أو يتضاءل، أو يضمحل. وعرف علماء اللغة أيضا السقط بأنه: الجنين يسقط من بطن أمه قبل تمامه(18). وعرفوا الغيض بأنه السقط الذي لم يتم خلقه(19). إذن يمكننا القول بأن السقط المفسر للغيض والمراد في كلام علماء اللغة والتفسير هو: الجنين الذي سقط من بطن أمه قبل اكتمال خلقه، أو هو الجنين الذي يهلك في الرحم؛ ويتحلل ويغور وتختفي آثاره منها، ويصدق عليه أن الرحم تبتلعه كما تبتلع الأرض الماء. علم الأجنة الحديث يجلّي الحقيقة: يقول علم الأجنة الحديث: عندما تهلك الأجنة في الأسابيع الثمانية الأولى من عمرها؛ إما أن تسقط خارج الرحم, أو تتحلل وتختفي تماما من داخله, ويسمي علماء الأجنة هذا الهلاك بصورتيه: الإسقاط التلقائي المبكر. وهو متوافق تماما مع أقوال علماء اللغة والتفسير في تعريفهم للغيض. وعليه يمكننا أن نقول: بأن غيض الأرحام هو الإسقاط التلقائي المبكر. وهو الذي يحدث خلال الأسابيع الثمانية الأولى من الحمل، وهو ظاهرة شائعة, ونسبة حدوثه كبيرة, إذ تصل إلى حوالي 60%, في الأسابيع الثمانية الأولى من الحمل. وفي عدة مشاهدات للسقط المبكر لم يكن الجنين موجودا؛ أي إن الجنين قد تحلل واختفى داخل الرحم. وعدم رؤية جنين بالمرة في حويصلة الحمل, يسمى كيس الحمل الفارغ, وتمثل هذه الحالات حوالي نصف حالات السقط التلقائي المبكر, وبعد اكتشاف جهاز الأشعة فوق الصوتية واستخدامه في تشخيص الحمل ومتابعته؛ تأكدت حالات غور الأجنة واختفائها من داخل الأرحام.(20) انظر شكل (1). شكل رقم (1) صورة لكيس حمل فارغ قد تحلل فيه الجنين واختفى شكل رقم (2) صورة لتوأمين داخل الرحم غار أحدهما واختفى في كيس الحمل ويشيع هذا في حالات ظاهرة التوائم المتلاشي وأكدت عدة دراسات حديثة شيوع هذه الظاهرة؛ إذ بلغت نسبتها حوالي 50% من حمل التوائم. ويقول أحد المراجع الطبية(21): يغور وينضب ويختفي أحد التوأمين تماما من داخل الرحم في الفترة المبكرة من الحمل. وقد شخصت هذه الحالات بجهاز الأشعة فوق الصوتية فبعد رؤية جنينين في الرحم بهذا الجهاز, أصبح لا يرى إلا جنين واحد منفرد, وبجواره كيس صغير يحتوي على مادة كثيفة تدل على موت جنين سابق. وفي خلال 4 ـ 6 أسابيع يمكن أن يختفي هذا الكيس تماما, ويزول معه الدليل على وجود حمل لجنين سابق آخر (انظر الشكل 2). كما يمكن أن يشخص حمل عديد الأجنة ـ بأكياس حمل وأجنة حية ـ ثم عند الوضع لا يولد إلا جنين واحد تام مكتمل. (أما بقية الأجنة فقد غارت وابتلعتها الأرحام. وقد لا يسقط محصول الحمل بعد موت الجنين تلقائيًّا, بل يبقى لفترة طويلة داخل الرحم ويسمى الإجهاض المخفي، انظر شكل(3). والنسبة الغالبة منه مآلها إلى الإسقاط التلقائي، لكن يحدث في بعض صوره أن يغور الجنين ويرتشف, ولا يكون له أي أثر داخل كيس الحمل. فيصير الجنين مع الرحم كالماء الذي حبسته الأرض وابتلعته. ويتغير فيه حجم الرحم فيأخذ في الصغر والجمود ـ نظرا لامتصاص السائل الأمنيوسي وحدوث تهتك في الجنين. ولله در الشيخ السعدي الذي فسر الغيض بالسقط بصورتيه وكأنه طالع أحوال الأجنة الهالكة في أحدث المراجع العلمية. قال: (وما تغيض الأرحام) أي تنقص مما فيها؛ إما أن يهلك الحمل (السقط الذي يلفظه الرحم) انظر (شكل 4), أو يتضاءل (الإجهاض المخفي حيث ينكمش الجنين ويتضاءل), أو يضمحل (الأجنة التي تتلاشى في الرحم). وتقول المراجع الطبية(22): ما زالت الإجابة غير معروفة ومحددة لهذا السؤال. لماذا تسقط بعض الأجنة بعد موتها ولماذا لا يسقط بعضها الآخر؟.
شكل رقم (3) صورة لجنين متهتك داخل كيس الحمل فيما يعرف بالإجهاض المخفي شكل رقم(4) صورة لسقط لفظه الرحم قبل تمام خلقه | |
|